مقابلة | عودة: تلقيت تهديدات مباشرة قيل فيها صراحة "سنقتلك"

شرعت الشرطة الإسرائيلية بفحص والرجوع إلى تصريحات النائب في القائمة المشتركة، أيمن عودة، التي دعا خلالها الشبان العرب إلى الامتناع عن "الخدمة" في صفوف أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما طالب ممن التحقوا بها بإلقاء أسلحتهم في وجه المحتل.

مقابلة | عودة: تلقيت تهديدات مباشرة قيل فيها صراحة

النائب أيمن عودة (Getty images)

شرعت الشرطة الإسرائيلية بفحص والرجوع إلى تصريحات النائب في القائمة المشتركة، أيمن عودة، التي دعا خلالها الشبان العرب إلى الامتناع عن "الخدمة" في صفوف أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما طالب الذين التحقوا بها بإلقاء أسلحتهم ومغادرة صفوف هذه الأجهزة.

وأثارت تصريحات عودة موجة من ردود الفعل والتحريض من جانب سياسيين ومسؤولين أمنيين إسرائيليين، فيما طالبت الشرطة المستشارة القضائية للحكومة بمراجعة التصريحات التي أدلى بها عودة من خلال مقطع فيديو عند باحة باب العامود في القدس المحتلة.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" النائب، أيمن عودة، حول ما تعرض له في اليومين الأخيرين والضجة التي أثارتها تصريحاته.

"عرب 48": كيف ترى الصورة من حولك وما الذي يحدث، هل هي ملاحقة سياسية أم تهديد أو عملية هدر دم بعد دعوتك الشبان العرب إلى الامتناع عن الخدمة في صفوف أجهزة الأمن الإسرائيلية؟

عودة: هناك بعدان، الأول هو استراتيجي. فالمؤسسة الحاكمة أرادت دائما أن تبني منا شخصية "العربي الإسرائيلي". لهذا كان أكثر ما يغضبها ويثيرها دائما هو تفاعلنا مع قضية شعبنا الوطنية. وأنت تذكر أنه على مدار سنوات طوال كانوا يتحدثون عن أن النواب العرب يهتمون بقضية الشعب الفلسطيني أكثر من قضاياهم وهمومهم اليومية. دائما هناك إصرار رسمي إسرائيلي من أجل ألا نكون جزءًا من الشعب الفلسطيني ومن هذه القضية العادلة.

البعد الثاني هو التوقيت. فاليسار الصهيوني يريدنا (المشتركة) أن نكون جزءًا من حكومة نفتالي بينيت، وبالنسبة لهم فإن تصريحاتي كانت بمثابة تفجير لهذه الحالة، وأنا أقول لك إن من يريدنا أن نكون جزءا من اليمين، يمين استيطاني أو يمين فاشي، ويقول إن لا خيار آخر لنا، فنحن نرفض هذه المعادلة برمتها، ولدينا طرح مخالف يتمثل في كل ما يساهم بتحقيق العدل والسلام والمساواة.

ولو سألتني هل أخطأنا حين دعمنا حكومة رابين، أقول لك لا. دعمنا الحكومة التي تقدمت بخطوات جدية للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وعلى إثر ذلك قُتل رابين. ولو سألتني هل أخطأنا حينما أوصينا على غانتس لأجبتك بأننا أوصينا على غانتس لعدة أسباب وأهمها إسقاط نتنياهو وصفقة القرن في فترة نتنياهو – ترامب، لذلك كل ما قمنا به تاريخيا هو ضمن هذه الرؤية الشاملة. ومن يريدنا أن ندير ظهرنا لقضايانا الوطنية وأن نندرج ضمن مشروع السلام الاقتصادي، فلن ينالنا من هذا سوى ما جاء في المثل الشعبي "يا ماخذ القرد على ماله، يروح المال ويبقى القرد على حاله".. يريدون أن يحوّلونا من شعب الجبارين إلى شعب الشحادين، فشِروا، وهذا لن يكون. من يريد أن يغضب فليغضب. وهذا موضوع قيمي وأخلاقي ممنوع لشبابنا أن ينخرطوا ضمن جيش الاحتلال.

"عرب 48": ما الجديد في هذه التصريحات لكي تُثار هذه العاصفة السياسية حولها؟ ومن كنت تقصد عندما قلت "شبابنا"؟

عودة: أنا أطلقت هذه التصريحات من أمام باب العامود عن شبابنا العرب الذين هم ضمن القوات التي تقمع الشعب الفلسطيني. وكان حديثي مركّز حول هذه القضية، والكثير من المقدسيين تحدثوا معي عن تصرفات غير أخلاقية من قبل شبان لنا "يخدمون" ضمن قوات الاحتلال، وقالوا إن جزءا منهم يتصرف بشكل مشين ومهين ومسيء للمقدسيين، لذلك رأيت من واجبي أن أطلق هذه الصرخة وهي صرخة أخلاقية ووطنية.

وأنا أدعو إلى إلقاء السلاح بينما يدعو رئيس الحكومة بينيت المواطنين إلى حمل السلاح، وأنا أدعو إلى السلام وهم يدعون للاحتلال، فأي من هذه المواقف أكثر عقلانية؟

"عرب 48": كيف تتوقع أن تنتهي هذه العاصفة التي ما زالت ثائرة داخل المؤسسة الإسرائيلية وتناقش اليوم في الشرطة ومكتب المستشار القضائي للحكومة؛ هل يمكن أن تنتهي بمحاكمتك؟

عودة: لو سألتني قبل بضع سنوات لقلت لك لا. لماذا أحاكم؟ فهذا موقف تاريخي، وهو موقف مدوّن في الأوراق وهو ضمن برنامجنا السياسي. نحن كنا دائما ندعو شبابنا لعدم الانخراط في الجيش، حتى كانت هناك مبادرة درزية وهي جزء من الجبهة تدعو الشبان الدروز إلى عدم الانخراط في الجيش.

وموقفنا تجاه مشاركة العرب جميعهم في قوات الجيش ثابت ودائم، لذلك لو سألتني قبل سنوات لقلت لك إنه لن يخرج أي شيء من هذا الموضوع، ولكن لا شك أن هناك انزياح يميني في كل مؤسسات الدولة وأيضا في النيابة وهناك ضغط جماهيري على النيابة العامة. لذلك يمكن أن تتم دعوتي للتحقيق. ومثلا، بعد ما حدث بيني وبين العنصري ايتمار بن غفير، قبل 6 أشهر من مشادة كلامية في مستشفى كابلان، حين وصل العنصري لاستفزاز الأسير المضرب عن الطعام في حينه مقداد القواسمي، لم أتوقع أن تتم دعوتي للتحقيق لكني دعيت. فواضح أن هناك انزياح يميني، وإذا دعيت للتحقيق فإنني لن أتفاجأ!

"عرب 48": لو جاءت هذه التصريحات في فترة أكثر هدوءًا من المرحلة الراهنة، هل كانت ستثير هذا الزخم وهذه الضجة الإعلامية؟

عودة: لا. لو قلت ذات الكلام قبل سنة ونصف أو سنتين، كان هناك من سيعترض عليها بالتأكيد، ولكن لا أعتقد أنها كانت ستثير كل هذه الضجة التي ما زالت متفاعلة حتى الآن.

"عرب 48": هل هناك تهديدات توجه إليك أم أنها ضجة إعلامية وتقتصر على ردود فعل المؤسسة الإسرائيلية؟

عودة: طبعا، هناك تهديدات مباشرة بالقتل، أنا بشكل شخصي تصلني عشرات رسائل التهديد بالقتل وبلغة مباشرة: "سنقتلك". وطبعا أنا أجمع هذه الرسائل وأقدمها لضابط الأمن في الكنيست، ولكن مثلما أن هذه الرسائل لم ترهب من سبقونا فإنها لا ترهبنا بطبيعة الحال.

التعليقات